احتفالية قامشلو: مشاركة المرأة في صنع القرار ليست مجرد خيار بل حق أساسي يجب الدفاع عنه

أكدت النساء العربيات والكرديات والسريانيات في رسائلهن أن النضال النسائي المشترك هو الضمان الوحيد لمواجهة التهميش والإقصاء، وشددن على أن مشاركة المرأة في صنع القرار ليست مجرد خيار، بل حق أساسي يجب الدفاع عنه.

توجّهت آلاف النساء في مدينة قامشلو منذ ساعات الصباح إلى هيمو شرق المدينة؛ للاحتفال باليوم العالمي للمرأة، تحت شعار "بفلسفة المرأة الحياة الحرية نحو سوريا ديمقراطية"، مرتديات الزي الكردي الشعبي. 

بدأت الاحتفالية بالوقوف دقيقة صمت، ثم هنأت الإدارية في مؤتمر ستار أليفة حمو، جميع النساء العاملات الكادحات اللواتي تنبض قلوبهن من أجل الحرية بالثامن من آذار، يوم المرأة العالمي، وقالت: "من هنا نحيي المقاومة التاريخية في سد تشرين وجسر قرقوزاق، حيث يحمي المقاتلون قيم الثورة بروح الشعب الثورية".

كما حيّت صمود النساء اللواتي يعانين تحت وطأة الحروب في أي بقعة من العالم، وأكدت في هذه اللحظات الحماسية على تقديرها لكل النساء اللواتي يعشن في أحلك الظروف.

وتطرقت إلى النداء التاريخي للقائد عبد الله أوجلان في 27 شباط، وقالت إن النساء في شمال وشرق سوريا سيعملن ويناضلن بكل ما أوتين من قوة لإنجاح نداء القائد من أجل إحلال السلام في المنطقة.

وشجبت المجازر والمذابح التي ترتكب بحق الطائفة العلوية في الساحل، قائلة: "ما يجري هناك أمر غير مقبول، والسلطة هناك غير مشروعة".

وأشارت إلى أن النساء سيكن الفاعلات الرئيسات في بناء مستقبل سوريا، وشددت على رفضهن لأي محاولة لإقصائهن، وقالت: "سنكون رائدات للنساء السوريات في كتابة الدستور وبناء سوريا ديمقراطية لا مركزية".

وأوضحت أن هذا العام يختلف عن سابقيه، حيث تستقبل النساء الثامن من آذار بالنداء التاريخي للقائد عبد الله أوجلان. وأضافت: "سنحول هذا اليوم إلى يوم للنضال، وسنكسر نظام التعذيب والإبادة المفروض على القائد عبد الله أوجلان".

من جانبها، قالت الإدارية في مجلس المرأة السورية منى يوسف: "نحن لا نحتفل فقط بالإنجازات التي حققتها النساء، بل نقف إجلالاً لكل امرأة تناضل وتنجح وتلهم وتضحي من أجل مجتمعها".

وأضافت: "نوجّه أسمى آيات التهاني وأصدق التبريكات إلى جميع النساء حول العالم، وبشكل خاص المرأة السورية التي أثبتت عبر العصور، أنها قوة لا يستهان بها، وقادرة على مواجهة التحديات وصنع التغيير والمساهمة الفاعلة في بناء وطنها".

وأكدت منى يوسف أن "اليوم لا يُحتفل فيه فقط بإنجازات النساء، بل يُؤكد على أهمية الدور المحوري للمرأة في المجتمع"، وشددت على ضرورة الاعتراف بحقوقها الكاملة في جميع المجالات.

وقالت: "لقد أثبتت المرأة السورية قدرتها الفائقة على الصمود والتحدي على الرغم من الظروف القاسية التي مرت بها البلاد، وكانت دائماً رمزاً للقوة والعطاء والإصرار".

وأشارت منى إلى أن "النساء في سوريا يواجهن تحديات متزايدة في ظل الأوضاع الحالية، بما في ذلك محاولات انتقاص حقوقهن وفرض وصاية غير مقبولة عليهن".

وأوضحت: "بعد سنوات من النضال، تواجه المرأة ادعاءات تحاول إقصاءها من مراكز القرار، وكأنها غير مؤهلة للقيادة، على الرغم من أنها كانت وما زالت في الخطوط الأمامية لكل تغيير إيجابي شهدته بلادنا".

وشددت منى على أن النضال النسائي المشترك هو الضمان الوحيد لمواجهة التهميش والإقصاء، وأن مشاركة المرأة في صنع القرار ليست خياراً بل حقاً أساسياً يجب الدفاع عنه.

كما أكدت على ضرورة حماية تجربة الثورة النسائية الفريدة في شمال وشرق سوريا، التي تمثل إنجازاً تاريخياً لجميع النساء السوريات، وحمايتها من أي هجمات قد تستهدفها، لأن أي انتكاسة تصيب هذه التجربة ستؤثر سلباً على النساء في جميع أنحاء البلاد.

من جهتها، هنأت الإدارية في اتحاد المرأة السريانية سميرة حنا يوم الثامن من آذار، يوم المرأة العالمي، باللغة السريانية.

بعد ذلك، قرأت الناطقة باسم مؤتمر "ستار" في مدينة قامشلو، ابتسام حسين، رسالة الوفد الألماني الذي أكد دعمه لثورة روج آفا، معرباً عن إعجابه بإلهام ثورة المرأة في روج آفا.